صرّح الدكتور محمد رزق عضو مجلس الشيوخ المصري، بأن فوز مصر بمقعد في مجلس المنظمة البحرية الدولية (IMO) يُعد انتصارًا دبلوماسيًا استثنائيًا، يعكس المكانة المتصاعدة للدولة المصرية على الساحة الدولية، ويؤكد ثقة المجتمع الدولي في الرؤية الاستراتيجية للقيادة السياسية تجاه تطوير قطاع النقل البحري وتعزيز دوره في دعم حركة التجارة العالمية.
وأكد رزق أن هذا الإنجاز المستحق يمثل محطة مهمة في مسيرة الدولة نحو ترسيخ موقعها الإقليمي والدولي في واحد من أكثر القطاعات ارتباطًا بالاقتصاد العالمي.
وأوضح رزق أن الإعلان عن نتائج انتخابات المكتب التنفيذي للمنظمة، التي جرت في لندن يوم 28 نوفمبر 2025، جاء ليترجم شهورًا من العمل الدبلوماسي المكثف الذي قادته الدولة المصرية، والذي أثمر عن فوز مصر بعضوية المجلس ضمن الفئة (C) للدورة 2026-2027، وهي الفئة التي تضم عشرين دولة ذات تأثير خاص في المصالح البحرية العالمية.
وشدد رزق على أن قدرة الملف المصري على حصد ثقة الدول الأعضاء وسط منافسة قوية يؤكد قوة الحضور المصري ومتانة رؤيتها البحرية.
وأشار رزق إلى الدور المحوري الذي قام به معالي الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل والصناعة، والذي ترأس الوفد المصري المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة والانتخابات، وقاد تحركات دبلوماسية واسعة النطاق للترويج للملف المصري وإبراز الدور الاستراتيجي الذي تلعبه مصر من خلال قناة السويس وشبكة الموانئ المصرية الحديثة، بما يعزز من أهمية وجودها داخل مجلس المنظمة المسؤولة عن سلامة النقل البحري وحماية البيئة البحرية.
وأضاف رزق أن تشكيل الوفد المصري عكس قوة مصر البحرية والأكاديمية، حيث ضم نخبة من أبرز القيادات، وعلى رأسهم اللواء نهاد شاهين نائب الوزير، واللواء حسين الجزيري رئيس قطاع النقل البحري، واللواء أشرف العسال رئيس هيئة السلامة البحرية، والأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إلى جانب السفير المصري في لندن، بما يعكس تكاملاً مؤسسيًا واضحًا يدعم مكانة مصر داخل المنظمة البحرية.
ولفت رزق إلى أن مشاركة القطاع الخاص الملاحي جاءت داعمة وقوية للملف المصري، حيث بذل سعادة النائب محمد مصيلحي، رئيس غرفة ملاحة الإسكندرية ورئيس الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية، جهدًا كبيرًا إلى جانب أعضاء مجلس إدارة الغرفة لتعزيز فرص الفوز، في نموذج عملي يجسد الشراكة المتوازنة بين القطاعين الرسمي والخاص في خدمة المصالح الوطنية.
واختتم رزق بأن هذا الفوز ليس مجرد مقعد داخل مجلس منظمة دولية، بل هو رسالة واضحة بأن مصر تتحرك بثبات نحو تعزيز نفوذها البحري العالمي، وأن القيادة السياسية تنجح يومًا بعد يوم في وضع مصر في موقع يليق بدورها التاريخي وقدراتها الاستراتيجية، مؤكدًا أن وجود مصر داخل مجلس المنظمة البحرية الدولية سيكون منصة جديدة للدفاع عن مصالح الدول العربية والأفريقية في صياغة مستقبل التشريعات البحرية العالمية
