الرئيس التنفيذي

أحمد محمد مصطفى

رئيس التحرير

هاني عبدالرحيم

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية يكشف أسرار مدينة الشمس

مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية يكشف أسرار مدينة الشمس

مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية يكشف أسرار مدينة الشمس
د. حسين عبد البصير
بواسطة أحمد إبراهيم

ألقى الإكتشاف الأثري الأخير والخاص بالعثور على تابوت ضخم تحت أحد البيوت في عين شمس في محافظة القاهرة الضوء مجددًا على منطقة عين شمس الأثرية. فما قصة عين شمس الأثرية؟

يقول د. حسين عبد البصير مدير متحف الآثار مكتبة الإسكندرية : "أقيمت "عين شمس" على أطلال مدينة "أونو" أو "العمود" القديمة، أقدم عواصم العالم. وأطلق عليها اليونانيون اسم "هليوبوليس"؛ "هيليوس" بمعنى "الشمس" و"بوليس" أي "المدينة"، أي أن الاسمين معًا يعنيان "مدينة الشمس" أو "مدينة النور"؛ وذلك لأن مدينة "أونو" كانت تشتهر بعبادة الإله رع إله الشمس، ويقابله الرب هيليوس لدى اليونان القدماء.

كانت عين شمس واحدة من أهم ثلاث مدن مصرية قديمة. وقد أقيمت مسلات عديدة بالمنطقة، حتى أنه يقال إن نحو نصف المسلات التي تم نقلها إلى روما، وأقيمت في مقار الأباطرة الرومان والباباوات جاءت من مدينة الشمس. وكانت بها أقدم جامعة في العالم. وكان يتم بها تدريس كل العلوم. وهي المدرسة الكبرى التي تعلم فيها الفلاسفة الإغريق مثل الفيلسوف اليوناني الأشهر أفلاطون.

تعرضت المدينة للحرق والتدمير خلال الغزو الفارسي في عصر الأسرة السابعة والعشرين في نهاية العصور المصرية القديمة، حين قام الملك الفارسي قمبيز بحرقها. وقد ذكر المؤرخ الشهير سترابو قصة تدميرها. وشهدت المدينة اضمحلالاً كبيرًا منذ حلول العصر الروماني. وكانت الكوارث الطبيعية، فضلاً عن الزحف العمراني منذ إنشاء مدينة القاهرة سببًا رئيسًا في اندثار معالم المدينة الأثرية التليدة.

لم يعد هناك باقيًا من المدينة القديمة وآثارها أو معابدها العظيمة إلا القليل. وما تزال أعمال البعثات الأثرية جارية في المنطقة إلى اليوم. وتكشف لنا كل فترة عن العديد من الآثار العظيمة والجميلة التي تؤكد على عظمة وجمال المدينة في جميع العصور المصرية القديمة. ويوجد بجبانة المدينة في عين شمس الشرقية مقابر عديدة من مصر القديمة، مثل مقبرتي بانحسي وخنسو عنخ. وتوجد في منطقة المسلة مسلة الملك سنوسرت الأول من عصر الأسرة الثانية عشرة، التي ما تزال قائمة في موقعها إلى الآن. وكانت تزين واجهة معبد دون شك.

وتعد من أقدم وأجمل المسلات في مصر. ولا نستبعد وجود معابد المدينة في المنطقة المجاورة للمسلة، والتي لو سمح للأثريين بحفرها، لأخرجت لنا معابد عظيمة وجميلة مماثلة في ضخامتها وأهميتها لمعابد الكرنك في الأقصر. لقد كانت عين شمس في الشمال تماثل مدينة الأقصر الخاصة في الجنوب.

كانت عين شمس هي عاصمة الإله رع بلا منازع؛ لذا لم يتم اتخاذها عاصمة سياسية على الإطلاق؛ نظرًا لأنه لم يكن يجوز لأي ملك من ملوك مصر القديمة جميعهم أن ينافس الإله رع في مدينته المقدسة أو أن ينازعه في عرشه في عين شمس. وقد كان كهنة الإله رع مسئولين عن تسجيل التقويم المصري الشمسي. وكان المهندس العظيم إيمحتب، باني هرم سقارة المدرج، كبيرًا للرائيين في عين شمس. وتعلم فيها "عانن"، خال الملك أخناتون، وكان أيضًا كبيرًا للرائيين. ومنه تعلم أخناتون. وعشق ديانة الشمس. وأعلن وحدانية إلهه، الإله آتون، قرص الشمس، في مواجهة كل الآلهة الأخرى.

عرف العالم أجمع مكانة أونو الدينية والسياسية المؤثرة في مصر القديمة بعد العثور على العديد من النصوص الدينية الزاهرة. وكانت للإله رع، إله الشمس، واحدة من أقدم نظريات خلق الكون عند المصريين القدماء. ووُلدت تلك النظرية في مدرسة مدينة أونو. وعرفت بنظرية التاسوع (أي أنها كانت تشتمل على تسعة آلهة). وخلاصتها أن العالم قبل وجود الأرباب كان عبارة عن محيط أزلي لا نهائي من المياه "نون". ومن ذلك المحيط، ظهر الإله آتوم (رع)، إله الشمس، في صورته الكاملة. وكان يستقر على تل أزلي فوق المياه. وعندما استشعر الوحدة، قام بخلق رفقاء آخرين؛ ليخرج إله الهواء "شو" والرطوبة "تفنوت". ثم تزوجا. وأنجبا إله الأرض "جب" وإلهة السماء "نوت". ومن ثم توالى الخلق. وكان من ضمن أفراد التاسوع المقدس: الآلهة: إيزيس وأوزيريس وست ونفتيس، وكان الانتهاء بالإله حورس، الذي كان يمثله ملك مصر على الأرض.

تلك هي عين شمس المدينة الأثرية الساحرة صاحبة أقدم جامعة في تاريخ البشرية وأقدم نظرية في خلق العالم.

أخبار شبيهة

التعليقات