صرّح الاستشاري المعماري الدكتور المهندس محمد طلعت، رئيس مجلس إدارة مكتب "محمد طلعت معماريون" للاستشارات الهندسية والتصميمات المعمارية، أن دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجال العمارة لا يعني نهاية الدور الإبداعي للمعماري، بل يمثل تطورًا نوعيًا يفتح آفاقًا جديدة نحو تصميم مبانٍ أكثر واقعية وابتكارًا ومرونة في التنفيذ.
وأكد طلعت أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم أداة حقيقية لإثراء التفكير التصميمي، من خلال قدرته على معالجة كم هائل من البيانات البصرية والوظيفية، واقتراح حلول تتماشى مع الاحتياجات المتغيرة للإنسان والمدينة في آنٍ واحد، مشيرًا إلى أن استخدام تقنيات AI في المراحل المبكرة من التصميم يساعد المعماري على اختبار أفكار متعددة بسرعة، وتحليل تأثيراتها المكانية والوظيفية فورًا.
وأضاف طلعت ؛ أن بعض النماذج المعمارية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي لم تعد مجرد "تصورات مستقبلية"، بل تحولت إلى تصميمات قابلة للتنفيذ، بفضل دمج الخوارزميات مع معايير البناء الحقيقية، والبرمجيات الهندسية التي تترجم الجمال البصري إلى حلول إنشائية واقعية.
وأوضح طلعت ؛ أن المرحلة القادمة ستشهد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج رسومات تنفيذية مبدئية، واقتراح حلول بيئية ذكية، وإدارة استهلاك الطاقة والمواد داخل المشروعات المعمارية بشكل أكثر دقة من أي وقت مضى.
وأشار طلعت إلى أن مكتب "محمد طلعت معماريون" بدأ بالفعل في دراسة دمج أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن منهجية التصميم الداخلي والخارجي، كمرحلة تمهيدية نحو إطلاق وحدة متخصصة في "التصميم المعزز بالذكاء الاصطناعي"، تهدف إلى خلق لغة معمارية جديدة تجمع بين الحس الإنساني العميق، والقدرة التحليلية الفائقة للآلة.
واختتم طلعت تصريحه بالتأكيد على أن المستقبل لا ينتمي للمعماري الذي يخشى الذكاء الاصطناعي، بل للمعماري الذي يتقنه، ويوظّفه كأداة توسّع مداركه وتمنحه قدرة غير مسبوقة على ابتكار فراغات تحترم الإنسان، وتتفاعل مع البيئة، وتواكب التطور.
