صرّح الخبير العقاري حسام الشاهد بأن الفترات التي تشهد اضطرابات سياسية أو عسكرية – كما يحدث الآن بين إيران وإسرائيل، ومع تصاعد التدخلات الأمريكية – تمثل لحظة فارقة لأي مستثمر ذكي يسعى لحماية رأس ماله من التآكل، مؤكدًا أن الاستثمار العقاري يظل هو الخيار الأكثر اتزانًا وذكاءً للحفاظ على الثروة وتنميتها في آنٍ واحد، مقارنة بأدوات استثمارية أكثر تقلبًا مثل الذهب أو العملات أو الأسهم.
رأس المال لا يحب الفراغ.. ومن يجمّد أمواله يخسر دون أن يدري
و أوضح الشاهد أن واحدة من أكثر الأخطاء شيوعًا في أوقات الأزمات، هي لجوء الأفراد إلى تجميد أموالهم بدافع الخوف، والاحتفاظ بالسيولة النقدية كأنها ملاذ آمن، في حين أن القيمة الحقيقية للأموال تتآكل بفعل التضخم وارتفاع الأسعار عالميًا ومحليًا.
وأشار الشاهد إلى أن العقار هو الأصل الوحيد تقريبًا الذي يمكنه الجمع بين حماية رأس المال من التآكل ، وتحقيق عائد سنوي من الإيجار، و زيادة القيمة السوقية بمرور الوقت.
وقال الشاهد إن أي مستثمر يحتفظ بسيولة كبيرة دون توجيهها إلى أصل حقيقي في أوقات الأزمات، هو في الواقع يخسر كل يوم دون أن يشعر.
الاستثمار في العقارات متوسطة السعر هو الملاذ الأكثر أمنًا حاليًا
و أضاف الشاهد أن السوق العقاري المصري يوفّر فرصًا متنوعة، لكن الأكثر أمانًا في هذه المرحلة هو الاستثمار في الوحدات السكنية المتوسطة التي تستهدف طلبًا حقيقيًا، وكذلك العقارات الإيجارية التي تضمن تدفقًا نقديًا دوريًا، بالاضافه الي المشروعات تحت الإنشاء التي يمكن دخولها بأسعار أقل من سعر السوق النهائي.
وأشار الشاهد إلى أن هذه الفئات تتمتع بطلب مستقر نسبيًا، وتُحقق للمستثمر معادلة الأمن والنمو، بعيدًا عن المضاربات أو المغامرات التي قد تكون محفوفة بالمخاطر في ظل الأوضاع الجيوسياسية الحالية.
لماذا تفشل أدوات مثل الذهب والدولار في توفير الأمان الحقيقي؟
ألمح الشاهد إلى أن الذهب، رغم كونه ملاذًا تاريخيًا، إلا أنه لا يُولّد دخلًا، كما انه عرضه للتقلبات السعرية الشديده، و يتأثر بقرارات البنوك المركزية وأسعار الفائدة عالميًا.
أما الدولار، فهو أداة ادخار مؤقتة، لا تناسب الاحتفاظ طويل الأجل، خاصة في بيئة تضخمية مثل التي نعيشها الآن، مؤكدًا أن الأصل العقاري هو الملاذ الوحيد الذي يواكب التضخم ويرتفع معه، بدلًا من أن يتآكل أمامه.
هل يعني ذلك أن الوقت مناسب الآن للشراء؟
أكد الشاهد أن التوقيت الحالي، رغم ما يحمله من ضبابية إقليمية، هو الأنسب لاقتناص الفرص العقارية، لأن بعض المطورين يقدمون عروضًا قوية ومغرية لتحفيز السوق، وكذلك التوقعات المستقبلية تشير إلى زيادات سعرية مرتقبة بسبب ارتفاع تكلفة الإنشاء، كما ان الكثير من المنافسين يؤجلون قرارات الشراء، ما يمنح المستثمر الجاد فرصة أفضل للاختيار والتفاوض.
وقال الشاهد ؛ ان المستثمر الذكي لا ينتظر استقرار الصورة بالكامل، بل يتحرك في اللحظة التي يتراجع فيها الآخرون، ويغتنم الفرص التي لا يراها سواه”.
استراتيجيات الاستثمار العقاري الآمن في أوقات الأزمات
و اقترح الشاهد مجموعة من الاستراتيجيات التي تُساعد المستثمر على توجيه أمواله بشكل ذكي، منها:
1. تنويع الاستثمارات العقارية بين السكني والتجاري والإداري.
2. التركيز على المواقع الصاعدة مثل المدن الجديدة والمناطق ذات التنمية المتسارعة.
3. الدخول في مراحل مبكرة من المشروعات للحصول على أفضل أسعار.
4. الشراء بهدف التأجير لتوليد دخل مستقر يحمي من تقلبات السوق.
5. عدم الاعتماد على تمويل مرتفع لتفادي الضغوط في حال تغيّر الظروف الاقتصادية.
وشدد على أن العقار في مصر لا يزال يحمل الكثير من الفرص، بشرط أن يتم الاستثمار فيه بذكاء، وفهم حقيقي لطبيعة المرحلة، ومراعاة لحركة السوق الإقليمي والعالمي
ختامًا: لا تنتظر نهاية الأزمة لتبدأ.. لأن الفرص تولد في قلب العاصفة
واختتم حسام الشاهد تصريحه بالتأكيد على أن أكبر الفرص الاستثمارية عادةً ما تنشأ في الأوقات الأكثر اضطرابًا، ومن يملك الجرأة المدروسة والرؤية الواضحة، يستطيع أن يبني ثروته حين ينسحب الآخرون.