الرئيس التنفيذي

أحمد محمد مصطفى

رئيس التحرير

هاني عبدالرحيم

محمود فتحي: الصراع الإيراني الإسرائيلي ضربة موجعة للسياحة العالمية… والشرق الأوسط يدفع الثمن

محمود فتحي: الصراع الإيراني الإسرائيلي ضربة موجعة للسياحة العالمية… والشرق الأوسط يدفع الثمن

محمود فتحي: الصراع الإيراني الإسرائيلي ضربة موجعة للسياحة العالمية… والشرق الأوسط يدفع الثمن
كتب فريق التحرير

صرح الخبير السياحي الدولي محمود فتحي بأن التصعيد الخطير بين إيران وإسرائيل لا يُعد فقط أزمة جيوسياسية جديدة في منطقة مشتعلة بالفعل، بل يمثل تحديًا بالغ الخطورة أمام مستقبل السياحة عالميًا، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، التي تُعد من أكثر الوجهات تنوعًا وغنىً بالثقافات والتراث والحضارات.

الشرق الأوسط يتألم.. والسياحة تتراجع

وأوضح “فتحي” أن التوترات الأمنية والنزاعات المسلحة تُعد من العوامل الأكثر تأثيرًا على القرارات السياحية عالميًا، حيث تؤدي إلى حالة من القلق والارتباك لدى السائحين وشركات السياحة، وبالتالي إلى تراجع حجوزات السفر، وارتفاع نسب الإلغاء، وتجميد خطط الاستثمار في القطاع السياحي في أكثر من دولة بالمنطقة.

وأشار إلى أن السياحة في الشرق الأوسط، التي كانت قد بدأت تتعافى تدريجيًا بعد جائحة كورونا، تواجه الآن موجة ارتدادية جديدة نتيجة هذا الصراع، خاصة في دول الجوار الجغرافي المباشر أو تلك التي تعتمد على استقرار المنطقة لجذب السائحين.

الخسائر المحتملة… أرقام مقلقة

وأضاف “فتحي” أن التقديرات الأولية تشير إلى احتمال انخفاض إيرادات قطاع السياحة في بعض دول المنطقة بنسبة تتراوح بين 15% إلى 25% خلال الربع الثاني والثالث من العام الحالي، إذا ما استمر التوتر الحالي على نفس الوتيرة، مشيرًا إلى أن الدول التي تعتمد على سياحة الوفود والمجموعات المنظمة ستكون الأكثر تضررًا، نظرًا لاعتمادها الكبير على تدفقات من أسواق أوروبية وآسيوية تتأثر بشدة بالمخاطر الأمنية.

السيناريوهات المتوقعة: بين التشاؤم والمرونة

واستكمل فتحي تحليله قائلًا: “السيناريو المتشائم يتمثل في اتساع نطاق المواجهات أو دخول أطراف جديدة في الصراع، مما قد يؤدي إلى شلل شبه كامل في الحركة السياحية بالمنطقة، بينما السيناريو الأكثر تفاؤلًا هو نجاح المساعي الدولية في احتواء الأزمة، وهو ما من شأنه إعادة الثقة تدريجيًا إلى الأسواق السياحية وعودة النشاط خلال موسم الخريف المقبل.”

وأكد أن الترقب الحذر هو السمة الأساسية حاليًا في مكاتب السياحة العالمية، التي تضع الشرق الأوسط الآن تحت بند “الوجهات ذات المخاطر المرتفعة”، وهو ما يفرض على دول المنطقة تبني استراتيجيات ذكية لتقليل هذا التصنيف عبر تعزيز الأمان وإطلاق حملات طمأنة دولية موجهة.

مطلوب تحرك فوري من شركات السياحة وصنّاع القرار

وذكر “فتحي” أن المسؤولية الآن مشتركة، وتبدأ من شركات السياحة التي يجب أن تتحرك بمرونة عبر تعديل برامجها وتقديم بدائل آمنة ومرنة للسائحين، وإطلاق حملات تسويق إلكتروني تركّز على المناطق المستقرة والبعيدة عن بؤر التوتر.

كما لفت إلى ضرورة أن تتبنى الدول العربية سياسات تنسيق إعلامي وميداني مشترك، بالتعاون مع شركات التأمين ومطارات الطيران، لإعادة رسم صورة أكثر أمانًا واستقرارًا للمنطقة.

خارطة التعافي: من الأزمة إلى الفرصة

وألمح الخبير السياحي الدولي إلى أن كل أزمة تحمل في طياتها فرصة، مشيرًا إلى أن الدول التي تستثمر في تنويع أسواقها السياحية وتعزيز السياحة الداخلية والإقليمية قد تكون الأكثر قدرة على امتصاص الصدمة.

وشدد على أن الاستثمار في التكنولوجيا السياحية، مثل تطبيقات الحجز الآمن، وأنظمة التتبع والمراقبة، وتدريب الكوادر السياحية على إدارة الأزمات، سيكون مفتاحًا أساسيًا لتعزيز قدرة القطاع على مواجهة التحديات.

واختتم محمود فتحي تصريحه بالتأكيد على أن “السياحة كانت دائمًا ما تنتصر في معاركها ضد الخوف”، وأنه رغم حجم التحديات، فإن الإرادة السياسية، والدبلوماسية الذكية، والتعاون الإقليمي، هي مفاتيح تجاوز الأزمة الحالية واستعادة الثقة في المقصد السياحي العربي

أخبار شبيهة

التعليقات