الرئيس التنفيذي

أحمد محمد مصطفى

رئيس التحرير

هاني عبدالرحيم

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

لماذا " الأيس" ؟ وكيف أصبح من أهم أسلحة "حكماء الشر" لتدمير مجتمعاتنا؟

لماذا " الأيس" ؟ وكيف أصبح من أهم أسلحة "حكماء الشر" لتدمير مجتمعاتنا؟

لماذا " الأيس" ؟ وكيف أصبح من أهم أسلحة "حكماء الشر" لتدمير مجتمعاتنا؟
صوره موضوعية
كتبت جيلان عمرو

بسم الله الرحمن الرحيم
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا
صدق الله العظيم

في ظل كل ما يدور من احداث وصراعات سياسية وحروب بالعالم، واعتبار منطقة الشرق الأوسط من اهم الأهداف التي يجب السيطرة عليها ضمن مخططات متربصين بعينهم،

تساءلت كثيراً كيف سيحاول هؤلاء المتربصين السيطرة علينا بل قتلنا ودحرنا ضمن مخططاتهم؟

وكيف يخططون لتوجيه ضرباتهم الدامية القادمة، ما هي استراتيجية العدو في محاربتنا دون أن يتعارض لخسائر فادحة كما تعرض لها من قبل،

بعد الحرب العالمية الثانية أدركت الدول التي تحاول دائما السيطرة على موازين القوة بالعالم أنه يجب ان تكون هناك طرق اخري بخلاف المواجهات العسكرية المباشرة ولا تكلفهم أية خسائر مادية او معنوية وان عليهم خلق أساليب اخري لتدمير الشعوب خاصة شعوب الشرق الأوسط .

فظهر نوعاً مختلفاً من الحروب ومنها الحرب الباردة والتي بدأت بشكل ملحوظ ومكثف في أواخر القرن العشرين، والذي ظهر منه عدد من الأساليب والأفكار الممنهجة ليست فقط في أعمال التجسس بل والتدمير عن بعد، باستخدام أشد أنواع السلاح فتكاً وهو سلاح " القتل النفسي “.

وهنا ظهرت وتبلورت أفكار مخططاتهم لقتل وتدمير الشعوب عن بعد، من خلال الإجابة على سؤال هام

ماذا لو أتت الحرب وجعلنا الشعوب غير قادرين على حمل السلاح وعدم قدرتهم على الدفع عن اوطانهم وقتل ذلك الانتماء لأوطانهم؟

فلن تكون هناك مواجهات عسكرية مباشرة، وسوف تكون الطرق ممهدة دائماً لهم ويكون النصر حليفهم دائماً.

وفي السطور المقبلة سوف نسلط الضوء على أحد أهم وسائل تلك الحروب وأشدها سادية والتي تستخدم حالياً لتدمير البنية الأساسية للشعوب الموجهة ضدها وهم شبابها،

سوف نأخذكم في رحلة لعالم أخر بداخله خطر مدمر، رحلة الى حروب الإدمان الموجهة لدول الشرق الأوسط بعينها، عالم لا تعلم أنه حولك يهدد حياتك طوال الوقت دون أن تلاحظه، لعلك تدرك أنك أنت ومن تحب في خطر مالم تتجنب ذلك الشر.

مخطط الماسونية هو واحد من أهم المخططات التي تعتمد على استخدام حروب الإدمان للسيطرة على العالم ، حيث ذكر في العديد من الكتب والمجلدات والتي تتناول بروتكولات الصهاينة ومخططات الماسونية للسيطرة على العالم ، أنه يجب وضع مبرر لغزو العالم ونشر الإرهاب فيه بدعوى أن أكثر الناس من ذوي الطبائع الفاسدة ، وبدئوا في تنفيذ هذا البروتكول بنشر الفوضى بين المجتمعات بادعاء الحرية ومحاربة جميع الأفراد التي يمتلكوا عقيدة قوية وراسخة وأصحاب القيم الأخلاقية ، محاولة منهم لتمزيق المجتمع عن طريق استخدام أي فكرة هدامة للانغماس في الرذيلة واباحة العلاقات غير الزوجية ، وتحطيم الأسرة ودعوة لتحديد نسل أصحاب الديانات غير اليهودية ووقوع الزوجات والأمهات في ارتكاب الفحشاء لكونهن عموداً رئيسياً في بناء الأسرة والمجتمع وإن فسدن فقد فسد المجتمع بأكمله.

ولعل أبرز ما يوضح مخططاتهم لتدميرنا ما جاء في البروتكول الثالث عن تجنيد الشباب في كل دولة بالعالم، ليعملوا لصالحهم بعد تغيبهم واستغلال نقاط ضعفهم، بتوفير وسائل اللهو والمغريات لهم والهائهم عن كل ما هو مفيد وبناء، ولضمان نجاحهم في ذلك لابد أن يجردوا هذه الشباب من أي رابط ديني أو أخلاقي أو وطني، ومع الوقت سينصاعوا لأوامرهم رويداً رويداً، وإذا حاول أن يتراجع وشعر بخطر ما هو فيه، سيهددونه ويبتزونه بتلفيق له فضيحة كبرى وقد يصل الأمر إلى القتل وبدم بارد،

ونجحوا في تقديم جميع سبل الفساد داخل المجتمعات العربية من دور اللهو وبيوت الدعارة والخمر ونشر تعاطي المخدرات.

حروب الإدمان

حروب الإدمان تتمثل في تجنيد شياطين من الأنس لغمس أكبر عدد من الشباب في ادمان المواد المخدرة، وتلك طريقة من طرق حروب الاستنزاف لطاقات الأمم من مواردها المادية والمعنوية والبشرية لانهيار المبادئ والأخلاق، واباحة المعاصي واختلاق الازمات الاقتصادية وزيادة نسبة البطالة في الدول.

ظهر في الأعوام الأخيرة أكثر أنواع المواد المخدرة قتلا للشباب ويزداد انتشارها بشكل مرعب داخل مجتمعاتنا، والذي أستطيع أن أجزم بعد كل ما ذكرته في السطور السابقة انه ليس وليد الصدفة، فما نسرده اليكم يحدث بالفعل، حتى إن أبيت تصديقه وأسندت كلامي الى النظريات والمؤامرات الوهمية.

عليك ان تعلم من تحارب حتى تستطيع قتله أو التصدي لمحاولاته المستمرة في تدميرك، ومما لا شك فيه أن جميع المواد المخدرة تلحق الأذى الجسدي والنفسي بالمدمن ولكن ليسوا بخطورة مثل هذا السم القاتل سريع المفعول.

"الكريستال ميث"

واحد من أخطر أنواع المخدرات والذي ظهر في الأعوام الأخيرة وانتشر بشكل مرعب بين شبابنا، هو سم من أبشع أنواع السموم التي يمكن إدخالها في دماء شبابنا لتنفيذ مخططات تدمير المجتمع العربي والإسلامي وهو "الكريستال ميث" أو كما يعرف داخل مجتمعاتنا ب"الشابو" .

الشابو أو الآيس هو مخدر على شكل قطع صغيرة بيضاء وأقرب الى شكل القطع الزجاجية وهو مادة مخدرة يتم صناعتها من عنصر الميثامفيتامين المستمد من عنصر الأمفيتامين كما أنه يحتوي على عنصري إيفيدرين وسودو إيفيدرين ويضاف إليهم عدة من المواد السامة من قبل مصنعين هذا المخدر مثل الكبريت، كبريتات النحاس، الليثيوم، حمض الكلوريدريك، بروبانون، وأيضا الفسفور وذلك من أجل زيادة تأثيره على متعاطي هذه المادة.

قديما استخدم هتلر مادة الميثامفيتامين كعقاقير لجنوده في الحرب العالمية الثانية وكانت تسمى حينها "حبوب الذهاب" والتي جعلت جنوده في حالة من الفوضوية الرهيبة واعطت صورة عن بعد الدولة بأكملها عن التزام الأخلاقيات بجانب قدرتهم الغريبة على التحمل لظروف وقسوة الحرب،

وينتشر من قبل مروجي المواد المخدرة عقاقير شبيها لها تسمى بالكابتجون وهي قرينة مادة الأيس والتي انتشرت بشكل لافت في سوريا عام 2011، وكانت توزع على صفوف الجنود المكلفين بمهمات المداهمات والاقتحام كما ذكر بعض الجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري.

والآيس من أكثر المواد المخدرة التي تدفع لارتكاب الجرائم الجنائية وهو ما أثبت عن طريق بعض الأبحاث العلمية مؤخراً، واتضح أن أكثر من 85% من مدمني الايس ارتكبوا جريمة الاغتصاب و50% منهم قاموا بهتك الأعراض، بجانب أن 23% من مدمني هذه المادة المخدرة قاموا بجرائم قتل والذي يثير الرعب أن من بينهم جرائم قتل الأزواج لزوجاتهم وأيضا قام 24% من متعاطي الآيس بارتكاب جريمة السرقة.

وبداية ظهور ذلك المخدر في مصر كان عن طريق جلبة هذه دول بعينها بالخارج، ولكن مؤخرا تم تصنيعه داخل شقق سكنية مجهولة بالقاهرة، ألا أن الأجهزة الأمنية تقف لهم بالمرصاد، واستطاعت الشرطة المصرية في كشف عن غالبية تلك الاوكار المجهولة والقبض على مصنعيها واعدام كميات ضخمة من مخدر الايس.

أعراض الأيس

أريد أولاً أن أوضح لكم أهم الأعراض التي تظهر على مدمن مخدر الشبو او الايس وتتمثل في سوء الحالة المزاجية والتقلبات المزاجية المستمرة، التوتر، شحوب الوجه، الانفعال والعدوانية، التنفس بشكل سريع، التعرق المستمر، الاجهاد وحالة إعياء للجسم عامة.

وثانياً لابد أن نكون على دراية بالأضرار النفسية والجسدية التي تلحق بالمدمن بعد تعاطي الايس، والتي تأثر عليه من أول مرة يتعاطى فيها .

أول الأضرار النفسية هي الاكتئاب الحاد ويلحقها فيما بعد زيادة الأفكار الانتحارية وجنون الارتياب ويتسبب في اضطرابات سلوكية منها الهلوسة السمعية والبصرية.

وبالحديث عن الأضرار الجسدية فيتأثر القلب بشكل مباشر بزيادة في معدل ضربات القلب وقد تصل الى الإصابة بمرض خناق الصدر، اما الكبد والكلى فهو يلحق الضرر بالكبد ويؤدي الى الإصابة بفشل كلوي، واضرار المرتبطة بالجهاز التنفسي فيزداد معدل التنفس باستمرار ويؤدي بإصابة الالتهاب الرئوي، ووصلنا لأكثر الاضرار خطرا وأسرعها وهو الضرر الذي يتعلق بالمخ والجهاز العصبي فهو يرفع من معدل السيروتونين داخل المخ فيتحكم بشكل رئيسي في إحساس السعادة ويؤدي الى الإصابة بالجلطة الدماغية، تلف خلايا المخ، وحدوث نزيف في المخ.

طرق الوقاية

وهنا نتساءل كيف يمكننا التصدي لهذه الحملات الموجهة الشرسة وحماية شبابنا من الوقوع في تلك المصيدة؟ وهل يستطيع مدمن تلك المادة النجاة منها؟

بالطبع ستأتي إجابتي بنعم، هناك عدة طرق يمكننا بها أن نلحق بها أسرنا وشبابنا من هذا الخطر وهناك طرق عديدة للتصدي لهذه الحرب الشرسة ونشر الوعي بها وحتى ان هناك طرق للتعامل مع مدمن الأيس حتي يتم شفاءه.

لابد أولاً وأخيراً بتذكير جميع أفراد الاسرة ومن هم في ولايتنا بأسس عقائدنا الدينية ونرسخها والمحافظة على الرباط الأسري مهما كانت ضغوطات الحياة والتذكير دائماً ومن حولنا بأن الله خلقنا لنعمر الأرض لا ان نبعث بها فسادا، وأن أول ما سوف نسأل عليه في الحياة الأخرى بعد الممات عن أنفسنا وفيما أفنيناها،

وأما من وقع في فخ الإدمان بالفعل وبالأخص من سقطوا أمام الأيس فلابد من التعامل السريع مع المدمن عن طريق المواجهة واحتواء مراحل انكاره والتعامل معه بشكل هادئ،

ومحاولة تقديم كافة أنواع الدعم له والتوجه الى أقرب مصحة لعلاج الإدمان واتباع كل ما يوصي به الطبيب المعالج والا يشعر أهل المدمن بالخجل منه أو الرفض له فأنه مرض جسدي مثله مثل أي مرض أخر.

بعد كل ما سبق ذكره تتجلى أمامنا حقيقة واحدة لا تقبل القسمة على اثنين وهي أن النهاية لكل فريسة ستقع في أحضان ذلك المخطط ولم تستطع أن تدرك نفسها سريعا قبل فوات الأوان و تدمير كل نواحي حياتهم تدريجياً وصولاً الي النهاية المحتومة و هي الموت .

ولن أصف نفسي بالتشاؤم اذ اخبرتكم ان الأذى لن يطول الضحايا فقط بل سيطول الأذى النفسي لأقرب الأقربين إليهم.

وفي النهاية اللهم لا ترينا مكروه في أنفسنا ولا في من أحببنا جميعاً وأسال الله أن يحفظ وطننا الغالي مصر ويقيها شر مؤامرات اعداءها والمتربصين بها.
حفظ الله مصر وتحيا مصر

أخبار شبيهة

التعليقات