الرئيس التنفيذي

أحمد محمد مصطفى

رئيس التحرير

هاني عبدالرحيم

مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

الشائعات ومدي تأثيرها علي الشركات

مقالات 2023-02-15 12:45 التعليقات

الشائعات ومدي تأثيرها علي الشركات

الشائعات ومدي تأثيرها علي الشركات
المهندس ايهاب ابو الحديد
بقلم المهندس ايهاب ابو الحديد

لعل أول من تناول هذا الموضوع بالبحث هو أبو علم الاجتماع العلامة (إن خلدون)

وتُعَد الشائعات من الظواهر الاجتماعية السلبية التى تؤثر على المجتمعات بصفة عامة بشكل كبير وعلي المجتمع المصري بصفة خاصة ، فالشائعة هى هي خبر غير رسمي وغير موثوق يتم تداوله بسرعة، ويتميز بكونه مثيراً للاهتمام مما يساهم بانتشاره السريع، وقد تكون الشائعات مختلقة عمداً لهدف ما وتتم متابعتها ودعمها من الجهة التي اختلقتها، وقد تكون مجرد شائعة مجهولة المصدر تؤدي عمل غير مخطط ونتيجة غير متوقعة.

فالفرد فى هذه الأيام يحصل على المعلومات التى يريدها من الأفراد الآخرين المحيطين به أو من المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أو من وسائل الإعلام المختلفة ، وإن كان لتأثير المواقع الإلكترونية الأثر الأكبر على معلومات الأفراد، نظرًا لاهتمام معظم الأفراد بها، خاصة بعد أزمة كورونا مما يشكل خطرًا واضحًا على المجتمع ككل إذا كانت تلك المعلومات المكتسبة من تلك المواقع الإلكترونية يشوبها بعض الخطأ أو تستهدف ترويج الشائعات التى تهدد أمن الوطن واستقراره.

ولطالما أدرك رجال الأعمال وقادة المجتمع من سياسيين ومثقفين وكل من يتحمل المسؤولية أن الشائعات عدوٌّ خطر للاستقرار والنجاح، وتكمن خطورة الإشاعات في سرعة انتشارها وسرعة التفاعل معها وصعوبة نسفها والتخلص منها.
وكثيراً ما وقفت الشائعات وراء حسم حروب طاحنة، حروب اقتصادية وحروب عسكرية وحروب سياسية وغيرها، وبقدر ما عمل أطراف هذه الحروب على مكافحة الشائعات عملوا أيضاً على إدراك كيفية خلق الشائعة والاستفادة منها.

الشائعات في بيئة العمل:

تعد الشائعات من أبرز المشكلات التي يواجهها كل الأطراف في بيئة العمل من موظفين ومديرين وملاك الأعمال، بل والأطراف ذات العلاقة ، لتأثيرها السلبي على علاقات العمل وعلي نمو واستقرار العمل، حيث يخلق أصحاب النفوس الضعيفة بيئة عمل مشحونة بالشائعات والأقاويل ينجم عنها إحباطات وأحيانا إستقالات وخلافات تمتد خارج نطاق العمل، وبالتالي تدني إنتاجية الموظف وأدائه وانخفاض جودة العمل عموما.

فيما يتعلق ببيئة العمل يمكن التعامل مع نوعين رئيسيين من الشائعات، هما:

الشائعات الداخلية في بيئة العمل:

هي ما يتناقله الموظفون من أخبار غير رسمية وغير دقيقة عن شؤون الشركة الداخلية، وعن أحوال الزملاء أو الإدارة أو حتى أرباح الشركة وخسائرها وكل ما يتعلق بالشركة، على أن تبقى هذه الشائعات ضمن نطاق المؤسسة نفسها.

إشاعات المنافسة:

هي الأخبار غير الرسمية وغير الدقيقة التي يتناقلها الناس عامة عن المؤسسة المعنية، وقد تكون هذه الشائعات صادرة من داخل الشركة نفسها، أو مختلقة من منافس في السوق، وقد تكون مجرد شائعة مجهولة المصدر غير هادفة لكنها فعالة.
وقد أطلقنا على النوع الثاني من الشائعات شائعات المنافسة لأنها سواء كانت مختلقة بفعل فاعل أم كانت شائعة "بريئة" انتشرت بالصدفة فعلى الحالتين يتم استغلالها من قبل المنافسين، وغالباً ما يلعب التعامل مع الإشاعة العامة دوراً كبيراً في تحديد مستقبل العمل.

أسباب انتشار الشائعات :

1. أن يكون موضوع الشائعة متصلا بجانب ذي حساسيه شديده او حادث هام او امر من الامور الاجتماعية، او الاقتصادية، او العسكرية، او السياسية.

2. الرغبات النفسية والحاجات العفوية كالأحلام والأماني: مثل انتشار الإشاعة بين الموظفين بأن الترقيات ستصدر قريباً، حيث يرددونها؛ تعبيراً عن رغبتهم وأمنياتهم في إصدار هذه الترقيات.

3. الخوف والقلق والإحباط والفراغ النفسي: تولد لدي الموظف استعداداً لأن يصدق كل ما يُقال له ويروّج عن قضية ما في حال غياب المعلومات الدقيقة، بالتالي تروّج الإشاعات. وأبلغ مثال علي ذلك إشاعة الأمن المركزي عام ١٩٨٦.

4. مشاعر الكراهية: سواءا علي مستوي الموظفين أو المنافسين كثيراً ما تكون الإشاعات تعبير عن مشاعر التنافس والغيرة والحق وصولاً إلى الكراهية، فهي تنتشر بين الناس وخاصة الذين يهز نفوسهم مضمونها المعبر عن الكراهية تجاه شخص أو مجموعة، حيث ينتشر هذا النوع من الإشاعات بين الأحزاب والأفرقة المعارضة أو المتنافسين على مركز ما.

5. غموض الشائعة وعدم الوضوح الكامل لتفصيلاتها الجزئية مما يثير الفضول لدى افراد الجماعة لإثارة كثير من الأسئلة لاستيضاح موضوعها مما يساعد على نشر الشك والبلبلة وهو هدف من اهدافها.

6. شعور الموظف بعدم العدالة في توزيع المهمات الإدارية للموظفين يعد أحد أقوى الأسباب في لجوئه إلى النميمة مما ينتج عنه قصور في أداء دوره الوظيفي يبدأ فيه بإلقاء اللوم على الأشخاص الآخرين.

7. شعور الموظف بالفراغ الكبير في وقت العمل بسبب عدم تكليفه بمهمات وظيفية ، مما يجعله يتفرغ لنقل الأخبار والشائعات بين المكاتب في المنظمة.

8. عدم وجود شفافية في الإدارة، مما يعني أنه لا يوجد هناك وضوح في الأنظمة والقوانين، لذا يلجأ بعض الموظفين إلى النميمة ليحصل على المعلومات بشكل صحيح.

9. انعدام تطبيق أخلاقيات المهنة مما يعني أنه بدل أن يكون هناك بيئة مليئة بالاحترام والتقدير، تكون هناك بيئة تسعى إلى نشر الشائعات السلبية عن المنظمة.

النتائج والآثار السلبية للشائعات:

تتركز الآثار السلبية للشائعات على بيئة العمل أنها تخلق بيئة عمل غير صالحة، تشوه العلاقات بين الأفراد وتقلل ثقتهم بعضهم ببعض وتحط من قدر روح التعاون ومبدأ الأخوة في العمل. وقد تصيب الموظف بالاكتئاب النفسي مما يقلل أداءه لواجباته الوظيفية. فقد أثبتت إحدى الدراسات الفنلندية أن نحو61٪ من العاملين في المنظمة أصيبوا بالاكتئاب بسبب انتشار النميمة داخل بيئة العمل. مما يؤدي إلى انخفاض كفاءة الموظف وقلة إنتاجيته، وبالتالي انخفاض ولائه وارتباطه بالمنظمة مما ينعكس سلبا على أداء المنظمة وإنتاجيتها ككل.

النتائج السلبية للشائعات علي شركات القطاع العقاري:

لا تخفي أهمية سوق القطاع العقاري للدولة والذي يمثل حجمه ٢٠٪ من حجم الناتج المحلي الإجمالي لمصر، وتسعي الدولة من خلال هذا القطاع لتحقيق نموا اقتصاديا في هذا القطاع من خلال بناء عدد غير مسبوق من المدن الجديدة ومضاعفة الرقعة العمرانية من 7 إلى 14%، هذا القطاع الصامد أمام أزمات خطيرة علي مدار سنوات طويلة لعل اخرها كانت أزمة جائحة كورونا والذي بالرغم من ذلك تشهد التقارير العالمية بعدم حدوث تباطؤ في السوق العقاري المصري.

إلا أن هذا القطاع يشهد تهديدا أكبر من الأزمات السابقة، حيث لجأت الشركات العقارية لعمل حملات تسويقية موسعة علي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة عقب أزمة جائحة كورونا ومن ثم تلقت هذه الشركات التعليقات سواءا الإيجابية أو السلبية منها والتي تطرف بعض تلك التعليقات الي حدود الابتزاز، وأصبحت الشركات بين نارين إما أن ترد وتحيد بصفحاتها عن الهدف المرجو منها كوسيلة تسويقية أو إعلام العملاء بكل جديد فى مشروعاتها، أو أن تصمت فيعتقد البعض بصدق تلك الشائعات الكاذبة.

وتكمن خطورة تنامي الشائعات وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل البعض وتحويلها إلى وسيلة للإضرار بشركات جادة تسعى للمشاركة بكل قوة في التنمية العمرانية بمصر في أنها تخلق الكثيرمن العقبات التي تقف في طريق انطلاق القطاع العقاري الواعد والذي يمثل أحد ركائز النمو الاقتصادي المصري.

كيف تحارب الإدارة الشائعات في بيئة العمل؟

كل ما كان التعامل مع الإشاعة سريعاً كل ما كان فعالاً.
ولكل إدارة أو موظف طريقة خاصة بالتعامل مع الإشاعات.

1- الصراحة والتواصل الفعال يقللان من فاعلية الإشاعات


2- إثبات كذب الإشاعة بطريقة رسمية

3- التأكيد الدائم على المستويات الإدارية المختلفة بضرورة مراقبة الشائعات

4- تعزيز الانتماء لدى الموظفين.

5- العقوبات آخر الكي لمعالجة الشائعات في العمل

6- رسم الحدود للموظفين.

كيف نواجه شائعات المنافسة

المقصود بشائعات المنافسة هي الشائعات التي يتم تداولها عن العمل خارج مكان العمل، وهذه الشائعات تشمل القضايا المتعلقة بسمعة الشركة بشكل أو بآخر، سواء ما يتعلق بسلوك موظفي الشركة، أو منتجاتها، أو إدارتها أو أرباحها وخسائرها، وغالباً ما يتم استغلال هذه الشائعات من قبل المنافسين إن لم يكونوا هم من أطلقوها ولمواجهة شائعات المنافسة يمكن لادارة الشركة إتخاذ ما يلي:

1- يجب على الشركة أن تتأكد من دقة الإشاعة وحقيقتها قبل أن تتخذ أي تصرف.

2- لا يجب أن تدخل الشركات في حرب الإشاعات، بل يجب أن تفكر بمكافحة الإشاعة التي تطالها فقط، لأن حرب الإشاعات أسلوب عصابات.

3- يجب أن تستغل الشركة مصدر الإشاعة نفسه بنفي الإشاعة، لذلك نجد أن البرامج التلفزيونية عندما تعرض إشاعة ما عن شركة تجارية تلجأ إدارة الشركة إلى توضيح الحقيقة عبر نفس الشاشة ونفس البرنامج، وذلك للتعامل مع جمهور الإشاعة نفسه.

4- قد تحتاج الشركات لإنشاء حملة إعلانية سخية لمكافحة الإشاعات.

5- عادة ما تلجأ الشركات إلى تعديل شكل المنتجات ، أو سياسات التسويق ،أو الأسعار، أو كل ذلك لتخلق صورة جديدة عن هذا المنتج لدى المستهلك.

6- لا يجب أن تتردد الشركة بمحاسبة مطلق الإشاعة قانونياً وفق الأنظمة المتبعة في البلاد.

أخبار شبيهة

التعليقات