صرّح د. محمد راشد، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة التطوير العقاري، بأن السوق العقاري المصري يشهد في الآونة الأخيرة بروز ظاهرة جديدة تمثلت في اتجاه العديد من شركات التطوير العقاري لإطلاق معارض عقارية خاصة بها، وهو ما يشكل تحولًا نوعيًا في آليات الترويج والبيع داخل القطاع.
آلية جديدة تفتح آفاقًا واسعة للتسويق المباشر
وأوضح راشد أن اعتماد المطورين على تنظيم معارضهم الخاصة يعكس رغبتهم في امتلاك أدوات تسويقية أكثر مباشرة وفاعلية، تسمح لهم بالتواصل مع العملاء دون وسيط، وعرض محفظة مشروعاتهم بشكل شامل.
وأكد راشد أن هذه الخطوة تمثل نقلة في عقلية الشركات التي لم تعد تنتظر المعارض العامة فقط، بل صارت تصنع منصاتها الخاصة التي تضمن لها حضورًا مستقلًا ومؤثرًا.
انعكاسات إيجابية على العملاء
وأشار راشد إلى أن العملاء باتوا المستفيد الأول من هذه التجربة الجديدة، حيث تتيح لهم هذه المعارض التعرف على تفاصيل المشروعات بشكل أعمق، والحصول على عروض حصرية وخطط سداد مرنة، إلى جانب فرصة التواصل المباشر مع مسؤولي الشركات وصانعي القرار، مما يعزز الثقة ويزيد من معدلات الإقبال على الشراء.
إعادة صياغة المنافسة في السوق
وأضاف راشد أن هذه المعارض تسهم في إعادة رسم معادلة المنافسة بين الشركات، حيث يدفع كل مطور لتقديم مزايا مبتكرة وحوافز غير مسبوقة لجذب العملاء، وهو ما يرفع مستوى الجودة في السوق ككل ويخلق بيئة أكثر ديناميكية.
وأوضح راشد ؛أن هذا التوجه يفتح الباب أيضًا لشراكات استراتيجية بين المطورين ومقدمي الخدمات المكملة كالتمويل العقاري والتسويق الرقمي.
أداة استراتيجية تعكس نضج السوق العقاري المصري
وذكر راشد أن الظاهرة تحمل دلالات مهمة على نضج السوق العقاري المصري، إذ تكشف عن وعي متزايد لدى الشركات بأهمية تنويع أدواتها التسويقية، وتعظيم قنواتها المباشرة مع العملاء. كما أنها تؤكد أن القطاع لم يعد يعتمد فقط على الأساليب التقليدية، بل أصبح يبتكر حلولًا جديدة تتماشى مع متغيرات الاقتصاد المحلي والإقليمي.
توقعات مستقبلية
واختتم راشد بالتأكيد على أن هذه التجربة ستتوسع بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، وستصبح أحد الملامح البارزة للسوق المصري، خاصة مع رغبة المطورين في تعزيز مبيعاتهم والحفاظ على استدامة معدلات النمو. كما أشار إلى أن هذا التوجه قد يجعل من السوق المصري نموذجًا يحتذى به في المنطقة من حيث تطوير أدوات الترويج العقاري